وحكايات عربية اُخرى
{
}
 

الحكاية السابقة : وفي الليلة التاسعة والتسعين بعد التسعمائة


وفي الليلة الألف

قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن فاطمة العرة قالت لمعروف: أن ذلك المارد أتى بي إلى هذا القصر وقال لي: ادخلي في هذه الحجرة تري زوجك نائماً على السرير فدخلت فرأيتك في هذه السيادة وأنا ما كان أملي أنك تفوتني وأنا رفيقتك والحمد لله الذي جمعني عليك فقال لها: هل أنا فتك أو أنت التي فتنيني وأنت تشكيني من قاضٍ إلى قاضٍ وختمت ذلك بشكايتي إلى الباب العالي حتى نزلت على أبا طبق من القلعة فهربت قهراً عني وصار يحكي لها على ما جرى له إلى أن صار سلطاناً وتزوج بنت الملك وأخبرها بأنها ماتت وخلف منها ولداً وصار فقالت: والذي جرى مقدر من الله تعالى وقد تبت وأنا في عرضك أنك لا تفوتني ودعني آكل عندك العيش على سبيل الصدقة ولم تزل تتواضع له حتى رق قلبه لها وقال: توبي عن الشر واقعدي عندي وليس لك إلا ما يسرك فأن عملت شيئاً من الشر أقتلك ولا أخاف من أحدٍ فلا يخطر ببالك أنك تشكيني إلى الباب العالي وينزل لي أبا طبق من القلعة فأني صرت سلطاناً والناس تخاف مني وأنا لا أخاف إلا من الله تعالى فإن معي خاتم استخدام متى دعكته يظهر لي خادم الخاتم واسمه أبو السعادات ومهما طلبته منه يأتيني به فإن كنت تريدين الذهاب إلى بلدك أعطيك ما يكفيك طول عمرك وأرسلك إلى مكانك بسرعة وأن كنت تريدين القعود عندي فإني أخلي لك قصراً وأفرشه لك من خاص الحرير وأجعل لك عشرين جاريةً تخدمك وأرتب لك المآكل الطيبة والملابس وتصيرين ملكة وتقيمين في نعيمٍ زائدٍ حتى تموتي أو أموت أنا فما تقولين في هذا الكلام قالت: أنا أريد الإقامة عندك ثم قبلت يده وتابت عن الشر فرد لها قصراً وحدها وأنعم عليها بجوارٍ وطواشيةٍ وصارت ملكة ثم أن الولد صار يروح عندها وعند أبيه فكرهت الولد لكونه ليس ابنها فلما رأى الولد منها عين الغضب والكراهية نفر منها وكرهها ثم أن معروفاً اشتغل بحب الجواري الحسان ولم يفكر في زوجته فاطمة العرة لأنها صارت عجوزاً شمطاء بصورةٍ شوهاء وسحنة معطاء أقبح من الحية الرقطاء خصوصاً وقد أساءته إساءة لا مزيد عليها وصاحب المثل يقول: الإساءة تقطع أصل المطلوب وتزرع البغضاء في أرض القلوب. ثم أن معروفاً لم يأوها الخصلة الحميدة فيها وإنما عمل معها هذا الإكرام ابتغاء مرضاة الله تعالى ثم أن دنيازاد قالت لأختها شهرزاد: ما أطيب هذه الألفاظ التي هي أشد أخذاً للقلوب من سواحر الإلحاظ وما أحسن هذه النكت الغريبة والنوادر العجيبة فقالت شهرزاد: وأين هذا مما أحدثكم به الليلة المقبلة إن عشت وأبقاني الملك. فلما أصبح الصباح وأضاء بنوره ولاح أصبح الملك منشرح الصدر ومنتظراً لبقية الحكاية وقال في نفسه: والله لا أقتلها حتى أسمع بقية حديثها ثم خرج إلى محل حكمه وطلع الوزير على عادته بالكفن تحت إبطه فمكث الملك في الحكم بين الناس طول نهاره وبعد ذلك ذهب إلى حريمه ودخل على زوجته شهرزاد بنت الوزير على جري عادته. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

الحكاية التالية : وفي الليلة الواحدة بعد الألف