قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن التاجر معروف قال لزوجته: مرحباً بك فلما نظرت إلى ذلك طار عقلها من فرحتها ورأت من جملة الحلي خلخالين من الذهب مرصعين بالجواهر صنعة الكهنة وأساور وحلقاً وحزاماً لا يتقدم بثمنها أموال فلبست البدلة والحلي ثم قالت: يا سيدي مرادي أن أدخرها للمواسم والأعياد قال: ألبسيها دائماً فأن عندي غيرها كثيراً فلما لبستها ونظرانها الجواري فرحن وقبلن يديه فتركهن واختلى بنفسه ثم دعك الخاتم فحضر له الخادم فقال له: هات لي مائة بدلةٍ بمصاغها فقال سمعاً وطاعةً ثم أحضر البدلات وكل بدلةٍ مصاغها في قلبها وأخذها وزعق على الجواري فأتين إليه فأعطى ثم أن بعض الجواري أخبر الملك بذلك فدخل على ابنته فرآها هي وجواريها فتعجب من ذلك غاية العجب ثم خرج وأحضر وزيره وقال له: يا وزير أيه حصل كذا وكذا فما تقول في هذا الأمر قال: يا ملك الزمان إن هذه الحالة لا تقع من التجارة لأن التاجر تقعد عنده القطع الكتان سنين ولا يبيعها إلا بمكسب فمن أين للتجار قوم كرمٌ مثل هذا الكرم ومن أين لهم أن يحوزوا مثل هذه الأموال والجواهر التي لا يوجد منها عند الملوك إلا قليل فكيف يوجد عند التجار منها أجمل فهذا لا بد له من سبب ولكن إن طاوعتني أبين لك حقيقة الأمر فقال له: أطاوعك يا وزير فقال له: اجتمع عليه ووادده وتحدث معه وقل له: يا نسيبي في خاطري أن أروح أنا وأنت والوزير من غير زيادة بستاناً لأجل النزهة فإذا خرجنا إلى البستان نحط سفرة المدام وأغصب عليه واسقه ومتى شرب المدام ضاع عقله وغاب رشده فنسأله عن حقيقة أمره فأنه يخبرنا بأسراره والمدام فضاح. ومتى أخبرنا بحقيقة الأمر فأننا نطلع على حاله ونفعل به ما نحب ونختار منك فقال له الملك: صدقت. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.